في غمرة هذه الحياة ..
وعلى مرِ السنين ..
كنّا أخوين .. خرجنا من رحمٍ واحد ..
أنا و سامي .. توأمان .. متشابهان جدا لدرجه أن بعضهم لايفرق بيننا .. ولدنا متلاصقين بالكتف ..
وتمت عمليه الفصل عندما بلغنا الرابعه من العمر ..
وإثناء العمليه .. فقدت 10% من مخزون الدم لدي ..
و كنا الوحيدين في العائله من نفس الفصيله ..لذا سُحب دمٌ من سامي ونقل اليّ ..
وعندما بلغنا التاسعة من العمر .. فوجئنا بوفاة جدتي .. من كان الحضن الدافئ لنا ..
من كنّا نتشجار للجلوس في حضنها .. لتمسكنا بيدها المملوءة بالحنان وتقول :
- سامي .. رامي .. لاتتشاجران .. انتم أخوه .. وان لم تتحدا في حياتكما وأنتما توأمان.. لم يبقى فينا أمل للرجوع لمجدنا ..
لم نكن نعي ماتقول لكننا نقف بجانب بعضنا .. خجولين من تصرفنا ..
لتأخذ بيدِ كل واحدٍ منّا وتجلسنا على فخذيها .. انا كنت دائما أحب الفخذ الأيسر .. وسامي الايمن .. كم أفتقدتها كثيرا ..
وعند وصولنا للمرحلة المتوسطه .. وفي الصف الثاني متوسط تحديداً .. كنت مريضا .. وتغيبت عن المدرسه ..
لأتفاجأ في اليوم التالي اني نسيت أحدا كتبي الدراسيه .. كم كنت آهاب ذاك المعلم .. كان لايرحم أحدا ..
أظلمت الدنيا بوجهي .. رفعت رأسي عن الطاوله .. لأرى سامي.. وأبتسامة تعلوا محياه الاسمر ..
- رامي .. خُذ كتابي ..
- لا , غلطت ونسيته وأتحمل غلطي ..
- لا مو غلطك ..! , هو غلطي اني ما أعطيك الجدول الصحيح ..
- لكن مابي المدرس يعقابك أنت , بقول له اني كنت غايب ..
- بس بيرحمك ؟؟
- ان شاء الله ..
وعندما دخل الاستاذ التفت بوجه سامي .. وانكسارٌ بادٍ على محياي
- طلعوا القواعد .. دقاايق وجاي لكم
تنهدت طويلا .. وقلت في نفسي :
- يارب ..
لم أتوقع ان يقع مفعول كلمتي الصغيرة سريعا ..
دخل استاذ آخر .. كم كنا نحيي فيه ابتسامته الدائمه ..
وقال : السلام عليكم , استاذ محمد مشغول الحين وطلع من المدرسه ويقول لكم جيبوا القواعد بكرة..
لم أكن أصدق مايحدث .. التفت الى سامي .. ضممته الى صدري ..
- الحمد لله ..
- الحمد لله .. لم اتوقع اني قاسي لهذه الدرجه
- لييييه ؟!؟!
أرتميت على كرسيي ونظرت الى السقف الفصل المليئ بالشقوق .. وأغرورقت عيناي بالدموع ..
- طول حياتي ما آثرتك على نفسي .. من أول ماشافت عيني الحياه .. أعطيتني من دمك .. والحين بغيت تتعاقب من عشاني
وأنا طول حياتي ما عطيتك شي يشهد له التاريخ ..
دمعة رأيتها تنحدر من عينيه ..
واستمرت حياتنا .. نضحي من أجل بعضنا ..
وفي المرحله الثانويه .. وقبيل أنتهاء الفصل الدراسي الاول .. كَرَمَ مدير المدرسه المتفوقين ..
وأتى أسم سامي متوجاً لهم ..
نظرت اليه وبسمته الخجوله مازالت على شفتيه .. تلك البسمه منذ ان كان طفلا وحتى الان لم تتغير ..
كنت أرى الدنيا ببتسامته .. وأتى اسمي الثاني .. لم أفرح لنفسي بقدر مافرحت لسامي ..
كم ذاق المر من أجل ان يصل لهذه الدرحه .. لم يخرج من البيت مع اصحابنا ..كنت أحاول ان أرفه عنه ..
لكنه كثيرا مايقول لي .. دعني أنجح ثم أرفه عن نفسي ..
ولم ولن أنسى تلك اللحظات عندما طلبت منه أمي ان يذهب الى الصيدليه لشراء بعض الادويه الخاصه بأبي ..
لم يكن آن ذاك تجاوز العشرون من العمر .. طلبت منه ان نذهب معاً .. لكنه رفض معللا ان الصيدليه قريبه من البيت .. ولا حاجه لخروجي
وافقت .. طلبت منه أسماء ..أختي الصغيره لم تتجاوز السابعة من العمر .. كم كانت تحبه .. كنت أنتظره لكي نشرب الشاي معا ..
كنا هكذا كل يوم .. انتظرت نصف ساعة تقريبا .. شككت بالامر ..لم يكن الوصول للصيدليه يحتاج هذا الوقت .. قلت في نفسي ..
لعل أسماء طلبت منه الذهاب لشراء بعض الالعاب ..كعادته لا يرفض لها طلبا ..بعد لحظات جائني اتصال ..
- السلام عليكم ..
- وعليكم السلام .
- هذا بيت سامي محمد الـ... ؟
- نعم ,هل من أمر ؟؟!
- الاخ سامي مصاب بسبب حادثٍ مروري وهو في المستشفى الحكومي !
- وأسماء ؟
- تقصد الطفله ؟!
- نعم .
- هي مصابة بعد .. لكن بجروح خفيفه ..
أقفلت الهاتف دون ان أودعه !
ذهبت مسرعا الى المستشفى ..
- السلام عليكم ..
- وعليكم السلام ..
- ابي غرفه سامي وأسماء محمد الـ..... ؟
- تفضل رقم لغرفه (176)
سرت دون هدى .. الى ان وصلت باب الغرفة .. فتحته بهدوء .. وجدت أسماء .. وجسدها ملطخ بالدماء .. صرخت :
- أسمــاء !..
تقدمت الى ان وصل عند رأسها .. ورَفَعْتُ شعرها الاشقر الذي لوثة الدم ومال الى الاحمرار.. نظرت الى عينين قد اغرورقتا بالدموع ..
هَزَزْتُ كتفها .. فتحت عيناها ببطء شدييد ..
نظرت اليّ .. هتفت :
- رامي ؟!
- أسماء .. اين سامي ؟
- في الغرفة الثانية !
ذهبت مسرعا لأطمئن عليه ..فتحت الباب .. لم يلفت نظري الا مؤشر النبض يوحي بالانخفاض ..
أخذته وضممته الى صدري كضمي له في ايام المتوسط !..بعد لحظات ..أصبح يَشْهَقْ .. ضممته أكثر ..
ثم شعرت انه بدا كـدمية أسماء عندما كنّا نحملها عنها لنداعبها ..دموع سقطت من عيني ..
ألقيت بنظري الى وجهه .. كان ينزف من أنفه .. وقد أمتلئ ثوبي بدمه ..لم أتملك دموعي .. انفجرت بالبكاء ..
أحسست انّي لاأريد مفارقة ذلك الجسد .. ضممته الى صدري أكثر فأكثر ..
سامي ..
لن أنسى لك حبك للجميع ..
لن أنسى حبك لي ..
لن أنسى حبك لأسماء وحبها لك
لن أنسى روحاً بدت كالمطر في طهارتها ..
لن أنسى قلباً كالشهد في صفائه وحلاوته ..
سامي ..
أحببت فيك الايثار ..
احببت فيك ابتسامتك التي شعرت الان بعذاب فراقها ..
لكن ليتي أستطيع قولها لك .. لتسمعها بنفسك ..
سامي .. أُحِبُك ..\
ارائكم...
وعلى مرِ السنين ..
كنّا أخوين .. خرجنا من رحمٍ واحد ..
أنا و سامي .. توأمان .. متشابهان جدا لدرجه أن بعضهم لايفرق بيننا .. ولدنا متلاصقين بالكتف ..
وتمت عمليه الفصل عندما بلغنا الرابعه من العمر ..
وإثناء العمليه .. فقدت 10% من مخزون الدم لدي ..
و كنا الوحيدين في العائله من نفس الفصيله ..لذا سُحب دمٌ من سامي ونقل اليّ ..
وعندما بلغنا التاسعة من العمر .. فوجئنا بوفاة جدتي .. من كان الحضن الدافئ لنا ..
من كنّا نتشجار للجلوس في حضنها .. لتمسكنا بيدها المملوءة بالحنان وتقول :
- سامي .. رامي .. لاتتشاجران .. انتم أخوه .. وان لم تتحدا في حياتكما وأنتما توأمان.. لم يبقى فينا أمل للرجوع لمجدنا ..
لم نكن نعي ماتقول لكننا نقف بجانب بعضنا .. خجولين من تصرفنا ..
لتأخذ بيدِ كل واحدٍ منّا وتجلسنا على فخذيها .. انا كنت دائما أحب الفخذ الأيسر .. وسامي الايمن .. كم أفتقدتها كثيرا ..
وعند وصولنا للمرحلة المتوسطه .. وفي الصف الثاني متوسط تحديداً .. كنت مريضا .. وتغيبت عن المدرسه ..
لأتفاجأ في اليوم التالي اني نسيت أحدا كتبي الدراسيه .. كم كنت آهاب ذاك المعلم .. كان لايرحم أحدا ..
أظلمت الدنيا بوجهي .. رفعت رأسي عن الطاوله .. لأرى سامي.. وأبتسامة تعلوا محياه الاسمر ..
- رامي .. خُذ كتابي ..
- لا , غلطت ونسيته وأتحمل غلطي ..
- لا مو غلطك ..! , هو غلطي اني ما أعطيك الجدول الصحيح ..
- لكن مابي المدرس يعقابك أنت , بقول له اني كنت غايب ..
- بس بيرحمك ؟؟
- ان شاء الله ..
وعندما دخل الاستاذ التفت بوجه سامي .. وانكسارٌ بادٍ على محياي
- طلعوا القواعد .. دقاايق وجاي لكم
تنهدت طويلا .. وقلت في نفسي :
- يارب ..
لم أتوقع ان يقع مفعول كلمتي الصغيرة سريعا ..
دخل استاذ آخر .. كم كنا نحيي فيه ابتسامته الدائمه ..
وقال : السلام عليكم , استاذ محمد مشغول الحين وطلع من المدرسه ويقول لكم جيبوا القواعد بكرة..
لم أكن أصدق مايحدث .. التفت الى سامي .. ضممته الى صدري ..
- الحمد لله ..
- الحمد لله .. لم اتوقع اني قاسي لهذه الدرجه
- لييييه ؟!؟!
أرتميت على كرسيي ونظرت الى السقف الفصل المليئ بالشقوق .. وأغرورقت عيناي بالدموع ..
- طول حياتي ما آثرتك على نفسي .. من أول ماشافت عيني الحياه .. أعطيتني من دمك .. والحين بغيت تتعاقب من عشاني
وأنا طول حياتي ما عطيتك شي يشهد له التاريخ ..
دمعة رأيتها تنحدر من عينيه ..
واستمرت حياتنا .. نضحي من أجل بعضنا ..
وفي المرحله الثانويه .. وقبيل أنتهاء الفصل الدراسي الاول .. كَرَمَ مدير المدرسه المتفوقين ..
وأتى أسم سامي متوجاً لهم ..
نظرت اليه وبسمته الخجوله مازالت على شفتيه .. تلك البسمه منذ ان كان طفلا وحتى الان لم تتغير ..
كنت أرى الدنيا ببتسامته .. وأتى اسمي الثاني .. لم أفرح لنفسي بقدر مافرحت لسامي ..
كم ذاق المر من أجل ان يصل لهذه الدرحه .. لم يخرج من البيت مع اصحابنا ..كنت أحاول ان أرفه عنه ..
لكنه كثيرا مايقول لي .. دعني أنجح ثم أرفه عن نفسي ..
ولم ولن أنسى تلك اللحظات عندما طلبت منه أمي ان يذهب الى الصيدليه لشراء بعض الادويه الخاصه بأبي ..
لم يكن آن ذاك تجاوز العشرون من العمر .. طلبت منه ان نذهب معاً .. لكنه رفض معللا ان الصيدليه قريبه من البيت .. ولا حاجه لخروجي
وافقت .. طلبت منه أسماء ..أختي الصغيره لم تتجاوز السابعة من العمر .. كم كانت تحبه .. كنت أنتظره لكي نشرب الشاي معا ..
كنا هكذا كل يوم .. انتظرت نصف ساعة تقريبا .. شككت بالامر ..لم يكن الوصول للصيدليه يحتاج هذا الوقت .. قلت في نفسي ..
لعل أسماء طلبت منه الذهاب لشراء بعض الالعاب ..كعادته لا يرفض لها طلبا ..بعد لحظات جائني اتصال ..
- السلام عليكم ..
- وعليكم السلام .
- هذا بيت سامي محمد الـ... ؟
- نعم ,هل من أمر ؟؟!
- الاخ سامي مصاب بسبب حادثٍ مروري وهو في المستشفى الحكومي !
- وأسماء ؟
- تقصد الطفله ؟!
- نعم .
- هي مصابة بعد .. لكن بجروح خفيفه ..
أقفلت الهاتف دون ان أودعه !
ذهبت مسرعا الى المستشفى ..
- السلام عليكم ..
- وعليكم السلام ..
- ابي غرفه سامي وأسماء محمد الـ..... ؟
- تفضل رقم لغرفه (176)
سرت دون هدى .. الى ان وصلت باب الغرفة .. فتحته بهدوء .. وجدت أسماء .. وجسدها ملطخ بالدماء .. صرخت :
- أسمــاء !..
تقدمت الى ان وصل عند رأسها .. ورَفَعْتُ شعرها الاشقر الذي لوثة الدم ومال الى الاحمرار.. نظرت الى عينين قد اغرورقتا بالدموع ..
هَزَزْتُ كتفها .. فتحت عيناها ببطء شدييد ..
نظرت اليّ .. هتفت :
- رامي ؟!
- أسماء .. اين سامي ؟
- في الغرفة الثانية !
ذهبت مسرعا لأطمئن عليه ..فتحت الباب .. لم يلفت نظري الا مؤشر النبض يوحي بالانخفاض ..
أخذته وضممته الى صدري كضمي له في ايام المتوسط !..بعد لحظات ..أصبح يَشْهَقْ .. ضممته أكثر ..
ثم شعرت انه بدا كـدمية أسماء عندما كنّا نحملها عنها لنداعبها ..دموع سقطت من عيني ..
ألقيت بنظري الى وجهه .. كان ينزف من أنفه .. وقد أمتلئ ثوبي بدمه ..لم أتملك دموعي .. انفجرت بالبكاء ..
أحسست انّي لاأريد مفارقة ذلك الجسد .. ضممته الى صدري أكثر فأكثر ..
سامي ..
لن أنسى لك حبك للجميع ..
لن أنسى حبك لي ..
لن أنسى حبك لأسماء وحبها لك
لن أنسى روحاً بدت كالمطر في طهارتها ..
لن أنسى قلباً كالشهد في صفائه وحلاوته ..
سامي ..
أحببت فيك الايثار ..
احببت فيك ابتسامتك التي شعرت الان بعذاب فراقها ..
لكن ليتي أستطيع قولها لك .. لتسمعها بنفسك ..
سامي .. أُحِبُك ..\
ارائكم...